الصفحات

أعلان الهيدر

mercredi 1 mai 2019

الرئيسية حزب جبهة التحرير الوطني وانتحال الصفة

حزب جبهة التحرير الوطني وانتحال الصفة



لقد تأسست جبهة التحرير الوطني لتكون غطاءا سياسيا لجيش التحرير وثورة الشعب الجزائري.
لقد كانت أغلبية الشعب مشاركة في الثورة بطريقة أو أخرى فإضافة الى أولئك الذين حملوا السلاح مجاهدين ومسبلين أو فدائيين، كان الآخرون يوفرون الدعم المادي والمعنوي والإستخباراتي وفوق ذلك الصمود في وجه آلة القمع الإستعمارية حيث كان المدنيون اول صف قبالتها.

ومباشرة بعد الإستقلال تم الإستيلاء على الحزب والسلطة ومعه إرث الثورة التحريرية. رغم تغيير الإسم الى حزب جبهة التحرير الوطني ظل محتكرا لتاريخ كفاح الشعب الجزائري مستغلا ذلك غطاءا لنظام الحكم الفاسد منذ الإستقلال.

هل حزب جبهة التحرير الوطني هو الوريث الشرعي لجبهة التحرير الوطني؟
الإجابة بإختصار هي لا. فبمجرد زحف جيش الحدود وجماعة وجدة للإستيلاء على السلطة حتى انشق منه أعضاء بارزون ومنهم من جماعة 22 كآيت أحمد وبوضياف وانضم اليه بدلا منهم من التحق بالثورة في الوقت الضائع ومن استطاع الحصول على صفة مجاهد بطريقة أو أخرى .

لقد صادر هذا الكيان آمال الشعب الجزائري وكان في خدمة النظام الحاكم بدون شرعية الى يومنا هذا. ولا يخفى على أحد كيف كان هذا الحزب يساند الرئيس المخلوع الى آخر أيامه بطريقة مقززة ومستفزة للشعب رغم أن رئيسم هذا لم يشرفهم ولا مرة بحضور إجتماعاتهم أو مؤتمراتم أو حتى الإشارة الى حزبهم في خطبه وشكرهم على المساندة.

لقد كان هذا الحزب أيضا وخاصة في العشرين سنة الأخيرة غطاءا لقيادته لتحقيق آمالهم في الثراء أو المناصب. أصبح وكرا للفساد حيث تعقد الصفقات وتحاك المؤامرات بل حتى أن القوائم الإنتخابية تباع للفاسدين ومن يدفع أكثر.

لقد تفطن الكثير من الجزائرين لحقيقة هذا الحزب ولكن شريحة واسعة لا تزال مخدوعة بشعاراته وخصوصا الإدعاء بوراثته لجبهة التحرير الوطني الحقيقية التي انتهت عمليا يوم الإستقلال.

من هنا يتضح ان استعمال اسم وإرث جبهة التحرير الوطني هو انتحال صفة وجريمة في حق الشعب الجزائري وتاريخه  وشهدائه الذين ضحوا ليتحرر الشعب وليس ليستعبد مجددا باسم تضحياتهم أو ليستفيد آخرون من المنح والمناصب ورخص استيراد السيارات ورخص المقاهي وسيارات الأجرة.

لقد حان الأوان لإيقاف منتحلي الصفة هؤلاء وإعادة جبهة التحرير الوطني الى التاريخ وما على من يريد السياسة سوى ان ينشأ حزبا ويأتي ببرنامج لايعتمد على المغالطة التاريخية لنرى حينئذ ان كانوا سيحصلون على ثقة الشعب.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.